يتبنّى العالم وسائل متعددة لتعزيز جهود مكافحة الاحترار العالمي، من تسجيل أرقام قياسية في تركيب الألواح الشمسية إلى زيادة مبيعات السيارات الكهربائية. ورغم هذه الجهود، تظهر تحديات غير متوقعة قد تعرقل الانتقال نحو الطاقة النظيفة في العام الحالي.
الطلب المتزايد على الطاقة وتأثيره
مع زيادة احتياجات مراكز البيانات لدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي، يتوقع ارتفاع الطلب على الطاقة، مما يدفع شركات المرافق إلى إعادة النظر في خطط التخلص من محطات الوقود الأحفوري. كما يتزامن ذلك مع عودة الطاقة النووية بصفتها مصدرا أساسيا للطاقة.
التأثير السياسي في التحول الأخضر
يستعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لاتخاذ قرارات تعارض الجهود البيئية، منها إنهاء دعم مشاريع الرياح البحرية والخروج من اتفاقية باريس للمناخ. هذه السياسات قد تعوق الالتزام العالمي بخفض الاحترار إلى أقل من 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
مؤشرات مقلقة لعام 2024
يشير العلماء إلى أن 2024 كان الأكثر سخونة على الإطلاق، مع تجاوز درجة الحرارة العالمية عتبة 1.5 درجة مئوية.
أبرز الاتجاهات لعام 2025:
تباطؤ نمو الطاقة الشمسية
رغم النمو الكبير بنسبة 35% في 2024، يتوقع أن تتباطأ زيادة تركيب الألواح الشمسية إلى 11% في 2025 بسبب التحديات المتعلقة بدمج فائض الكهرباء في شبكات الطاقة.
استمرار الاعتماد على الفحم
تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يظل استعمال الفحم مرتفعاً حتى 2027، مدفوعاً بزيادة الطلب في الصين والهند، رغم تراجعه في الدول الغربية.
ازدهار الاستثمارات المستدامة
رغم الجدل السياسي حول معايير البيئة والمجتمع والحوكمة (ESG)، يتوقع استمرار تأثيرها في الشركات والأسواق، مع استثمار عالمي بأكثر من 3 تريليونات دولار في تحول الطاقة منذ 2021.
مرونة أكبر في معايير أرصدة الكربون
تتجه مبادرة الأهداف القائمة على العلم (SBTi) إلى منح الشركات مرونة أكبر في استخدام أرصدة الكربون لتغطية الانبعاثات، ما قد يعيد تشكيل أسواق الكربون العالمية.
تحول سوق السيارات الكهربائية
تتصدّر الصين سوق السيارات الكهربائية عالمياً، حيث ستشكل 65% من المبيعات في 2025، مما يؤثر في الطلب العالمي على النفط ويهدد توقعات منظمة أوبك.
عودة الطاقة النووية
تشهد الطاقة النووية اهتماماً متزايداً في أوروبا والولايات المتحدة بصفتها مصدرا موثوقا للطاقة منخفضة الكربون. كما يُتوقع تطوير مفاعلات جديدة أصغر حجماً وأكثر كفاءة.
التحديات المستقبلية
تعثر قمة المناخ في البرازيل
مع استضافة قمة "كوب 30" في مدينة بيليم بالأمازون، تواجه القمة تحديات لوجستية قد تؤثر في نجاحها، في حين تستمر المفاوضات حول التمويل المناخي وأهداف خفض الانبعاثات.
معاهدة بلاستيك جزئية
رغم السعي العالمي للتوصل إلى معاهدة ملزمة للحد من البلاستيك، تعرقل بعض الدول المنتجة للنفط مثل روسيا والسعودية هذه الجهود. في المقابل، تتجه دول أخرى إلى اتخاذ خطوات فردية لخفض استهلاك البلاستيك.
التعدين في المحيط
تستعد شركات التعدين لاستغلال الثروات المعدنية في المحيطات رغم التحذيرات البيئية، مع بدء تجارب جديدة في المحيط الهادئ واليابان.
نمو حركة مكافحة الاستهلاك
يشهد العالم تحولاً نحو خفض الاستهلاك، مدفوعاً برغبة في تقليل الديون والإسهام في حماية البيئة.
ملابس خالية من الكيماويات الضارة
بدأت ولايتا كاليفورنيا ونيويورك منع بيع ملابس تحتوي على مواد كيماوية مشبعة مثل PFAS، مما يدفع الشركات العالمية إلى تطوير منتجات صديقة للبيئة.
ختاماً، يتوقع أن تستمر التحولات المناخية والسياسية والاقتصادية في تشكيل مسار العالم نحو مستقبل مستدام، وسط تحديات وفرص تحتاج إلى حلول مبتكرة واستراتيجيات عالمية مشتركة.